تحول استثماري مفاجئ: دعم بن هورويتز لحملة كامالا هاريس الرئاسية
في تحول مفاجئ أثار استغراب الكثيرين في الأوساط السياسية والاقتصادية، أعلن رجل الاعمال بن هورويتز، الذي كان سابقًا داعمًا قويًا لحملة إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، عن نيته تقديم تبرع “ضخم” لدعم حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس الرئاسية.
هذا التحول يأتي بعد أشهر قليلة فقط من دعمه العلني لترامب، حيث ظهر مع شريكه مارك أندريسن في فيديو عبر يوتيوب يدافعان فيه عن فكرة أن ترامب سيكون الخيار الأفضل لصناعة التكنولوجيا، وخاصة قطاع العملات المشفرة وتداولها. فما الذي تغير؟ ولماذا قرر هورويتز الآن دعم هاريس؟
بن هورويتز والتحول السياسي المفاجئ
هورويتز، الذي كان له سجل طويل في دعم السياسات المحافظة، تحول بشكل غير متوقع نحو دعم هاريس. في الماضي، كان يروج بقوة لأهمية قيادة ترامب لصناعة التكنولوجيا و العملات المشفرة والبيتكوين . فما الذي دفعه لتغيير موقفه بشكل جذري في هذه المرحلة؟ يبدو أن العلاقة الشخصية التي تربطه بهاريس قد لعبت دورًا مهمًا في هذا التحول، بالإضافة إلى سياساتها التقنية الجديدة التي يبدو أنها تتماشى مع رؤيته لصناعة التكنولوجيا الناشئة.
من دعم ترامب إلى دعم هاريس: ما الذي تغير؟
منذ فترة ليست بعيدة، كان هورويتز يرى في ترامب خيارًا مثاليًا لقطاع التكنولوجيا، خاصة في ظل الهجمات التي كانت تواجهها صناعة العملات المشفرة من إدارة بايدن. ظهوره مع أندريسن في فيديو يوتيوب كان يعكس تأييدًا واضحًا لسياسات ترامب الاقتصادية المتعلقة بصناعة التكنولوجيا والعملات المشفرة. لكن بعد دخول هاريس في السباق الرئاسي، يبدو أن هورويتز رأى فيها رؤية تقنية جديدة أكثر اتساقًا مع مصالحه في مجال التكنولوجيا، خاصة في ما يتعلق بالعملات المشفرة وتداول العملات المشفرة.
تاريخ العلاقة بين هورويتز وهاريس
الهورويتز لم يكن غريبًا عن هاريس. على العكس، تربطه بها علاقة شخصية امتدت لأكثر من عقد من الزمن. في رسالة إلكترونية أرسلها إلى موظفي شركته، أشار إلى أن هذه العلاقة ليست جديدة، بل تعود إلى فترة طويلة قبل أن تصبح هاريس نائبة للرئيس. هذه العلاقة قد تكون أحد العوامل الرئيسية وراء تحوله لدعمها، خاصة مع إدراكه لمدى تفهمها لاحتياجات قطاع التكنولوجيا الناشئة.
علاقة شخصية طويلة الأمد مع نائبة الرئيس
على مر السنين، تطورت العلاقة الشخصية بين هورويتز وهاريس. لقد حضرت هاريس العديد من الفعاليات الخاصة التي أقامها هورويتز في منزله خلال “الأيام الأولى” لشركته. وقد ساهم هذا التقارب الشخصي في جعل هورويتز يفكر بشكل مختلف حول دعمها السياسي. إنها ليست مجرد سياسية بالنسبة له، بل شخصية يعرفها ويثق بها.
مشاركة هاريس في الفعاليات الخاصة بهورويتز
منذ بدايات شركته “أندريسن هورويتز”، كانت هاريس ضيفة متكررة في الفعاليات التي ينظمها هورويتز. هذا الحضور المستمر يعكس العلاقة الوثيقة التي جمعتهما، ما قد يفسر بعضًا من الأسباب التي دفعت هورويتز لتغيير موقفه تجاه دعمها سياسيًا، خاصة بعد المحادثات التي أجراها معها حول سياساتها التقنية الجديدة.
مواقف هورويتز السابقة تجاه ترامب
في الوقت الذي كان فيه الرئيس جو بايدن مرشحًا لإعادة انتخابه، كان هورويتز يعبر عن قلقه تجاه سياساته المتعلقة بالتكنولوجيا. في يوليو، قال شريكه مارك أندريسن إن إدارة بايدن كانت تتبع سياسات عرقلت تقدم صناعة التكنولوجيا، وخاصة العملات المشفرة، مشيرًا إلى أن “الهجوم” على هذه الصناعة كان غير مسبوق. كان هورويتز حينها داعمًا لترامب، إذ رأى فيه الشخص المناسب لقيادة البلاد نحو بيئة تقنية أكثر تحررًا ومرونة.
دعم هورويتز السابق لحملة ترامب
هورويتز لم يكن مجرد داعم مالي لحملة ترامب، بل كان يروج بنشاط لرؤيته الاقتصادية. كان يعتبر أن سياسات ترامب تمثل حماية لصناعة التكنولوجيا وتداول العملات المشفرة. في مقابلة مع أندريسن، أشار إلى أن إدارة بايدن كانت “تقوض سيادة القانون” بمهاجمتها لصناعة العملات المشفرة. وبالنسبة لهورويتز، كان هذا الأمر من أكثر القضايا المؤثرة التي واجهته.
كيف كان ترامب الخيار الأفضل لصناعة التكنولوجيا؟
في نظر هورويتز، كان ترامب يمثل فرصة لصناعة التكنولوجيا لتزدهر دون قيود حكومية زائدة. سياسات ترامب الاقتصادية كانت تشجع على الابتكار في مجالات مثل العملات المشفرة و البلوك تشين، وهي تقنيات تعد من أهم اهتمامات هورويتز. كما أن صناعة العملات المشفرة كانت تواجه تحديات كبيرة في ظل إدارة بايدن، مما جعل ترامب يبدو الخيار الأكثر جاذبية.
انتقادات هورويتز لإدارة بايدن
أحد أكبر الأسباب التي دفعت هورويتز لتغيير موقفه كان معارضته الشديدة لسياسات الرئيس بايدن، خاصة فيما يتعلق بالعملات المشفرة. فقد وصف سياسات بايدن بأنها “مدمرة للغاية” لصناعة التكنولوجيا، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن اتبعت نهجًا قاسيًا تجاه العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي، وهي مجالات يعتبرها هورويتز حيوية لمستقبل الصناعة.
مهاجمة بايدن لصناعة العملات المشفرة: رأي هورويتز
هورويتز كان واضحًا في انتقاده لإدارة بايدن، حيث اعتبر أن البيت الأبيض استهدف صناعة العملات المشفرة بشكل غير مبرر. بالنسبة له، هذه الصناعة تعد من أهم القطاعات الناشئة التي تحتاج إلى دعم حكومي وليس عرقلة. وأكد أن سياسات بايدن جعلت من المستحيل تقريبًا تحقيق أي تقدم في هذا المجال.
أسباب فشل التعاون بين بايدن وصناعة التكنولوجيا
علاقة بايدن مع قطاع التكنولوجيا كانت متوترة منذ البداية، وذلك بسبب السياسات التي انتهجتها إدارته تجاه العملات المشفرة. هورويتز اعتبر أن هذه السياسات لم تكن مناسبة لتعزيز بيئة الابتكار، بل كانت تشكل عائقًا كبيرًا أمام الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.
السياسات التقنية لكامالا هاريس
بعد انضمام هاريس إلى السباق الرئاسي، بدأ هورويتز يغير موقفه تدريجيًا. المحادثات التي أجراها معها حول سياساتها التقنية أعطته الأمل في أن تكون أكثر دعمًا لصناعة التكنولوجيا، وخاصة تداول العملات المشفرة. بالنسبة له، كانت هذه المحادثات مشجعة وأثارت توقعات إيجابية حول ما يمكن أن تقدمه هاريس للقطاع التكنولوجي.
محادثات مشجعة حول رؤية هاريس للتكنولوجيا
أثناء محادثاته مع هاريس، شعر هورويتز بتفاؤل كبير تجاه سياساتها المتعلقة بالعملات المشفرة والابتكارات التقنية. هذه المحادثات، كما أشار في رسالته، كانت محورية في تغيير موقفه نحو دعمها. ويبدو أن هاريس قد وعدت باتباع سياسات أكثر توازنًا تجاه الصناعة الناشئة، وهو ما جذب هورويتز نحو دعمها.
هل ستلبي هاريس تطلعات قطاع التكنولوجيا؟
رغم التفاؤل الذي يشعر به هورويتز حاليًا، إلا أنه لا يزال ينتظر ليرى ما إذا كانت هاريس ستلبي تطلعاته وتطلعات قطاع التكنولوجيا. العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي هما في مقدمة أولوياته، ويرى أن السياسات التي ستتبعها هاريس ستحدد ما إذا كانت الصناعة ستزدهر أو تواجه تحديات جديدة.
ردود الفعل داخل مجتمع رأس المال الاستثماري
تحرك هورويتز لدعم هاريس لم يكن معزولًا، فقد انضم إليه العديد من الأسماء البارزة في مجتمع رأس المال الاستثماري. مع إعلان بعض المستثمرين البارزين عن دعمهم لهاريس، يبدو أن هناك انقسامًا واضحًا في هذا المجتمع حول الانتخابات الرئاسية المقبلة.
استثمارات أخرى تدعم هاريس: هوفمان، كونواي، وكوبان
بالإضافة إلى هورويتز، أبدى مستثمرون آخرون دعمهم لهاريس، مثل ريد هوفمان، المؤسس المشارك لـ LinkedIn، والمستثمر في OpenAI رون كونواي، ومالك الأقلية في فريق دالاس مافريكس مارك كوبان. هؤلاء المستثمرون يرون أن هاريس قد تكون قادرة على تقديم سياسات أكثر دعمًا لصناعة التكنولوجيا.
استثمارات تدعم ترامب: ماسك، ماجواير، وتوأما وينكلفوس
على الجانب الآخر، لا يزال هناك مستثمرون مثل إيلون ماسك وشون ماجواير من Sequoia Capital وتوأما وينكلفوس، الذين يواصلون دعمهم لحملة ترامب. هؤلاء المستثمرون يرون في ترامب شخصية قادرة على حماية مصالحهم في قطاع التكنولوجيا والعملات المشفرة.
مستقبل صناعة التكنولوجيا تحت إدارة هاريس
تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت رئاسة هاريس ستكون قادرة على تحقيق التحولات المطلوبة في صناعة التكنولوجيا. قطاع العملات المشفرة على وجه الخصوص يتطلع إلى سياسات حكومية أكثر دعمًا، وهو ما يأمل هورويتز أن تحققه هاريس في حال انتخابها.
توقعات هورويتز لسياسات هاريس تجاه العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي
هورويتز يأمل أن تتبنى هاريس سياسات تعزز من مكانة العملات المشفرة و الذكاء الاصطناعي، وهما مجالات يعتبرها ضرورية لمستقبل الصناعة. وإذا استطاعت هاريس تنفيذ سياسات تكنولوجية فعالة، فقد تكون هذه فرصة هائلة لقطاع التكنولوجيا للانطلاق نحو آفاق جديدة.
هل ستكون رئاسة هاريس “نسمة من الهواء النقي”؟
رغم التحديات الكبيرة، يبقى الأمل قائمًا لدى هورويتز في أن تكون رئاسة هاريس مختلفة عن إدارة بايدن. إذا تمكنت من تنفيذ السياسات الصحيحة، قد تكون قادرة على تقديم “نسمة من الهواء النقي” لصناعة التكنولوجيا والعملات الرقمية ، وتحقق التحول الذي يتطلع إليه المستثمرون.