ما هى أفضل الأطر الزمنية للتداول

ما هى أفضل الأطر الزمنية للتداول ؟ بصفتنا متداولين معتمدين على حركة السعر، فإننا ندرس في المقام الأول الرسوم البيانية والأشرطة السعرية كل شريط سعري في أي إطار زمني يعرض لنا “عواطف” السعر لتلك الفترة الزمنية المحددة سواء كان الرسم البياني لساعة واحدة، 4 ساعات، أو يوميًا، فإن كل شريط سعري على الرسم البياني يُظهر العواطف والمشاعر للسوق خلال تلك الفترة

على سبيل المثال، على الرسم البياني للساعة الواحدة، سنتمكن من رؤية مشاعر السوق خلال الساعة الأخيرة من خلال النظر إلى الشريط السعري الأخير على هذا الرسم ومن هذا المنطلق، فإن الرسم البياني للساعة الواحدة أو 4 ساعات سيظهر لنا بيانات أكثر، ومشاعر أعمق، ورؤية أوسع للسوق مقارنة بالرسم البياني لمدة 5 دقائق، أليس كذلك؟ كما أنك ستوافق على أن الرسم البياني اليومي سيظهر لنا المزيد من العواطف مقارنة بالرسم البياني للساعة أو 4 ساعات، أليس كذلك؟

اليوم، لن أكتفي فقط بإخبارك بالإطار الزمني الذي يجب عليك التداول فيه، ولكن سأشرح لك كيف يؤثر الإطار الزمني على الإشارات التي تتداول بناءً عليها، ومكان وضع وقف الخسارة، واحتمالات الربح والخسارة هذه النقاط لها تأثيرات هامة للغاية، وغالبًا ما يتجاهلها المتداولون اليوميون والمضاربون سأعرض لك بعض الأدلة على ضرورة أخذ هذا الأمر بجدية وإيقاف استخدام الرسوم البيانية ذات الأطر الزمنية الصغيرة تمامًا

• العلاقة بين الوقت والمصداقية في العلاقة

فكر في السوق كما لو كان علاقة شخصية بين شخصين؛ كلما طالت معرفتك بشخص ما، زادت معرفتك بما إذا كان بإمكانك الوثوق به أم لا، أليس كذلك؟ إذا أظهر لك شخص ما أنه جدير بالثقة على مر الزمن، فمن المرجح أنك ستثق به  ومع ذلك، إذا كان الشخص يكذب كثيرًا، فقد تقل ثقتك به مع مرور الوقت. النقطة هي أنه حتى تقضي وقتًا في التعرف على شخص ما، لا يمكنك الحكم عليه بشكل صحيح، سواء بالإيجاب أو السلب.

لإعطائك مثالًا أكثر تحديدًا؛ عندما تقابل شخصًا لأول مرة، هل يمكنك فعلاً تكوين فكرة جيدة عن شخصيته وطباعه في غضون 5 دقائق من الحديث؟ أم أنك ستحتاج إلى يوم كامل من المحادثة لتكوين فكرة أكثر دقة عن شخصيته ومزاجه العام؟ كلما طالت مدة معرفتك بشخص ما، زادت قدرتك على الشعور بشخصيته الحقيقية.

الأمر مشابه جدًا في التداول؛ كلما درست الرسوم البيانية ذات الأطر الزمنية الطويلة مثل الرسوم البيانية ذات الإطار الزمني 4 ساعات أو اليومي، كلما طورت شعورًا أفضل حول السوق لأنك تعرفت عليه أكثر. تستطيع أن ترى “الصورة الكبيرة” بسهولة أكبر مقارنة بالأطر الزمنية الأصغر. الأطر الزمنية الأطول تحمل وزنًا أكبر لأنها تعرض المزيد من البيانات وتغطي فترة زمنية أطول مقارنة بالإطار الزمني الأصغر. إذا كنت تدرس فقط الرسوم البيانية ذات 5 دقائق أو 15 دقيقة طوال الوقت، فإنك تفوت “الصورة الأكبر” والأكثر أهمية في السوق. ربما لاحظت هذا مع صديق قديم؛ يمكنك تقريبًا التنبؤ بكيفية رد فعله في أي موقف بينما مع شخص غريب تعرفت عليه لمدة 5 أو 10 دقائق فقط، سيكون من المستحيل تقريبًا معرفة ذلك؛ والسبب بالطبع هو أنك أمضيت وقتًا أطول في دراسة صديقك ومعرفته.

دعونا نلقي نظرة على مثال توضيحي حول كيف أن الرسم البياني لمدة 5 دقائق لا يخبرك بالكثير عن “الصورة الكبيرة” للسوق. في الأسفل، نرى الرسم البياني لمدة 5 دقائق لزوج USDJPY، ومن خلال هذه البيانات لا يمكننا تحديد ما إذا كان الاتجاه العام صاعدًا أم هابطًا، حيث يبدو أن السوق يتحرك بسرعة دون اتجاه واضح أو مشاعر مستمرة.

الآن، دعنا نقارن الرسم البياني لمدة 5 دقائق المذكور أعلاه مع الإطار الزمني اليومي لنفس السوق زوج العملات USD/JPY من الرسم البياني أدناه، حتى طفل في السادسة من عمره يمكنه أن يخبرك بأن السعر بشكل عام يتحرك نحو الأعلى؛ هناك اتجاه صاعد قيد التنفيذ وبسبب الحقيقة البسيطة أنك تتعرف أكثر على السوق من خلال النظر إلى المزيد من البيانات، فإنك تتعلم بعض الأمور المهمة جدًا حوله (مثل أن الاتجاه صاعد!) التي لا يمكنك معرفتها بمجرد النظر إلى الرسم البياني لمدة 5 دقائق

مثال آخر؛ إذا كنت مسافرًا وبقيت في بلدة لم تزُرها من قبل لمدة أسبوع، وكان المطر مستمرًا طوال الأسبوع، فهل ستخبر الجميع بأنها “بلدة تمطر فيها كثيرًا”؟ أم أنك ستوافق على أنك بحاجة للبقاء في تلك البلدة لفترة أطول ومراقبة أنماط الطقس على المدى الطويل لتتمكن من إصدار مثل هذا الحكم؟ معظمنا سيتفق على أنك بحاجة إلى بيانات تتجاوز أسبوعًا واحدًا للحكم على نمط الطقس في بلدة ما بمعنى آخر، أسبوع واحد داخل سنة كاملة يعتبر مجرد ضوضاء لا يمكنك افتراض نمط طقس معين لبلدة ما إلا إذا نظرت إلى البيانات على مدى فترة زمنية أطول وبالمثل، من المستحيل تقريبًا قراءة مشاعر السوق الأساسية دون تحليل الرسوم البيانية ذات الأطر الزمنية الأطول

فترات زمنية أطول = بيانات أكثر = دليل / إثبات أكبر

• لماذا الأطر الزمنية القصيرة تعتبر مشوشة

بمجرد مقارنة الرسم البياني لمدة 5 دقائق مع الرسم البياني لمدة ساعة واحدة، ستلاحظ عدد الإشارات الفاشلة الأكثر في الأطر الزمنية القصيرة السبب الأساسي وراء وجود إشارات فاشلة أكثر في الأطر الزمنية القصيرة (أعتبر أي شيء أقل من الرسم البياني لساعة واحدة إطارًا زمنيًا قصيرًا) مقارنة بنظيراتها من الأطر الزمنية الأطول هو وجود المزيد من التحركات السعرية غير ذات المعنى على الرسم البياني لمدة 5 دقائق مقارنة بالرسم البياني لمدة ساعة واحدة على سبيل المثال، إذا نظرت فقط إلى شريط سعري واحد على الرسم البياني لساعة واحدة، فلن ترى جميع التحركات التدريجية التي حدثت على مدار تلك الساعة بدلًا من ذلك، سترى الصورة الكاملة لتلك التحركات التي استغرقت 5 دقائق

لن تحصل على حركة اتجاهية قوية من إشارة على الرسم البياني لمدة 5 أو 15 دقيقة، بل ستحصل على الكثير من الحركات الصغيرة غير ذات المعنى ستحصل على حركة اتجاهية أقوى بكثير من إشارة على الرسم البياني لساعة واحدة، وحتى أكثر من إشارة على الرسم البياني لمدة 4 ساعات، وأيضًا أكثر من إشارة على الرسم البياني اليومي يمكنك توقع المزيد من الحركة كلما زادت مدة الإطار الزمني

في الرسم البياني أدناه، نرى بعض حركات السعر الأخيرة على الرسم البياني لمدة 5 دقائق لزوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي يمكنك أن ترى أنه كان هناك المزيد من إشارات القضبان الدبوسية التي كانت على الأرجح ستنتهي بتداولات خاسرة مقارنة بالتداولات الرابحة يوضح هذا بوضوح أن وجود المزيد من الإشارات في الأطر الزمنية القصيرة لا يعني المزيد من الأرباح، بل غالبًا ما يعني المزيد من التداولات الخاسرة وخسارة الأموال

الآن، دعنا نلقي نظرة على حركة السعر التي حدثت على الرسم البياني لزوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي لمدة ساعة واحدة في نفس الوقت تقريبًا كما هو موضح في الصورة ذات الإطار الزمني 5 دقائق أعلاه أول شيء يجب أن تلاحظه على الفور هو أن هناك عددًا أقل بكثير من الصفقات الخاسرة وعددًا أكبر من الصفقات الرابحة السبب في ذلك هو أن هناك إشارات خاطئة أقل في الرسم البياني لمدة ساعة واحدة، حيث يقوم هذا الرسم بتصفية الكثير من “الضوضاء” الموجودة في الرسم البياني لمدة 5 دقائق

• ضوضاء السوق والمدى اليومي

تتحرك الأسواق ضمن نطاقات متوسطة إحصائيًا كل يوم؛ مما يعني أن هناك نطاقًا متوسطًا من المرجح أن تتحرك الأسواق ضمنه في أي يوم. هذه النطاقات المتوسطة تتغير بمرور الوقت مع زيادة أو نقصان التقلبات في الأسواق، ولكن يجب أن تكون على دراية بكيفية تأثيرها على تداولاتك. الأمر الذي يبدو أن العديد من المتداولين اليوميين والمضاربين لا يدركونه، هو أنه إذا كنت تتداول على إطار زمني صغير ووضعت أمر وقف الخسارة ضمن هذا الإطار الزمني، فإن احتمالية أن يتم تفعيل وقف الخسارة لمجرد أنه يقع ضمن النطاق الإحصائي المتوسط للإطار الزمني الأكبر تكون مرتفعة جدًا.

إذا كنت تتداول على إطار زمني أعلى، فمن المرجح أن يكون وقف الخسارة الخاص بك خارج النطاق اليومي المتوسط للسوق، وبالتالي من غير المرجح أن يتم تفعيل وقف الخسارة بسبب الضوضاء العشوائية التي تحدث داخل اليوم. الآن، هذا لا يعني أنني أشجعكم على وضع أوامر وقف خسارة أوسع، بل أقول إنه يجب أن تكونوا على دراية بأن مكان وقف الخسارة يلعب دورًا كبيرًا في نجاحك أو فشلك كمتداول، ويجب أن تكون على دراية بكيفية تأثير الأطر الزمنية على وضع وقف الخسارة. من الواضح أنه إذا كان وقف الخسارة قريبًا من السعر الحالي للسوق، كما هو الحال في التداولات ذات الإطار الزمني المنخفض، فمن المرجح أن يتم تفعيله أكثر مقارنة بالتداول على الأطر الزمنية الأكبر.

• الأطر الزمنية القصيرة تتطلب الكثير من الانتباه

هل تفضل فحص السوق كل 5 دقائق أو كل 4 ساعات؟ كلما زاد الإطار الزمني، قلّت حاجتك إلى فحص الأسواق إذا كنت مثل معظم الناس، فمن المحتمل أن لديك وظيفة بدوام كامل أو دراسة بدوام كامل، أو ربما كلاهما؛ معظم الناس ببساطة ليس لديهم الوقت للجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر طوال اليوم لمحاولة التداول باستخدام الرسم البياني لمدة 5 دقائق كما أنه أكثر إجهادًا، لذا فإن محاولة “انتزاع” المال من السوق من خلال المضاربة أو التداول اليومي لا معنى له

أنا مؤيد كبير لفكرة “دع الصفقات تأتي إليك”  بمعنى أنني أتحقق من الأسواق مرتين أو ثلاث مرات في اليوم وأبحث عن إشارات واضحة، غالبًا على الرسوم البيانية اليومية أو لمدة 4 ساعات، وإذا لم يكن هناك شيء يلبي معاييري لتكوين صفقة، لا أتداول أذهب لأفعل شيئًا آخر بدلًا من ذلك لا أجلس هناك أفكر في السوق طوال اليوم متمنيًا أو آملًا في وجود صفقة مثلما يفعل العديد من المتداولين المبتدئين أو الذين يعانون أنا حقًا لا أهتم إذا كنت داخل السوق في أي يوم معين أم لا، وهذه هي العقلية التي تحتاجها إذا كنت تريد التداول بدون ارتباط عاطفي بالسوق خلاصة القول هي أن التركيز على الأطر الزمنية الأطول أفضل بكثير للمهنيين المشغولين وكذلك لأولئك الذين لا يريدون تحمل الضغط الناجم عن الالتصاق بالرسوم البيانية طوال اليوم كما أنه يسمح لك بتوظيف أسلوب التداول “التماسيح” الذي يُعد حجر الزاوية في نظريتي واستراتيجيتي في التداول

• الأطر الزمنية القصيرة تحفز على الإفراط في التداول

“الإفراط في التداول“، المعروف أيضًا بالتداول عندما لا تكون هناك إشارة واضحة، أو اتخاذ صفقات “غبية”، أو “المقامرة”، هو شيء تحدثت عنه كثيرًا في مقالات أخرى، لذلك لن أخوض فيه كثيرًا اليوم ولكن سأقول إن التداول على الأطر الزمنية القصيرة مثل الرسوم البيانية لمدة 5 دقائق و 15 دقيقة، هو أحد أكبر الأسباب التي تجعل المتداولين يتداولون بشكل مفرط كلما قضيت وقتًا أطول جالسًا على كرسي الكمبيوتر تراقب تحركات الرسم البياني لمدة 5 دقائق صعودًا وهبوطًا، زادت فرص أن تجد سببًا منطقيًا لدخول السوق

إذا جلست تحدق في الرسم البياني لمدة 5 دقائق طوال اليوم، فإن احتمالات عدم دخولك في صفقة تكون منخفضة جدًا كبشر، نواجه صعوبة في التحكم بالنفس والانضباط، خاصة عندما نضع أنفسنا في موضع الإغراء، كما يحدث عند التداول على الأطر الزمنية القصيرة ومع ذلك، فإن هناك ميزة لنا كالبشر، وهي أننا قادرون على التخطيط مسبقًا وتجنب الإغراء تمامًا إذا ركزنا عقولنا على ذلك كما أن عدم شراء الوجبات السريعة من السوبرماركت هو أسهل طريقة لتجنب تناولها فإن عدم انغماسك في الرسوم البيانية ذات الأطر الزمنية القصيرة هو أفضل طريقة لتجنب إغراء التواجد المستمر في السوق

• تعلّم، تغيّر، تطور

من الواضح أنني لا أستطيع التحدث نيابة عن الجميع في عالم التداول، ولكن المتداولين الذين يتواصلون معنا بانتظام بشأن معاناتهم في السوق وخسارة حساباتهم، هم عادةً أولئك الذين يتداولون في الأطر الزمنية القصيرة وهذا يعني شيئًا، أليس كذلك؟ من خلال هذه التجارب التي مررت بها مع متداولين آخرين على مر السنين، يمكنني القول بأمانه أن “الدليل الاجتماعي” يشير إلى أن السبب الرئيسي للفشل في السوق هو التداول على الرسوم البيانية ذات الأطر الزمنية القصيرة ومع ذلك، لا تأخذ كلامي فقط، ففي العام الماضي تلقينا الاف من رسائل البريد إلكتروني، ويمكننا أن نقول بكل راحة أن غالبية المتداولين الذين كانوا يعانون كانوا يحاولون التداول على الأطر الزمنية الصغيرة

لذلك، عليك أن تفعل شيئًا مختلفًا لا تكن مثل الجماهير من المتداولين الفاشلين الخاسرين الذين يبحثون باستمرار عن الصفقات على الرسوم البيانية ذات الأطر الزمنية القصيرة تحلّى بالصبر، وتداول فقط على الأطر الزمنية الأكبر (إطار الساعة، الأربع ساعات، الأطر اليومية هي المفضلة لدي)، وشاهد كيف يتحسن تداولك ببطء ولكن بثبات

إذا كنت تريد معرفة المزيد عن التداول في الأطر الزمنية الأكبر وكيف يمكن أن يحسن نتائجك عن طريق تصفية “الضوضاء” غير الضرورية في السوق والسماح لك برؤية “الصورة الأكبر”، كن متابع دائما لموقعنا وكل ما نطرحه من اداوات تعليمية